للشيخ القرعاوي - رحمه الله - نظرة خاصة حول الوظيفة، إذ يراها قيدا تحول دون تحقيق ما يصبو إليه في التعليم والدعوة، والتنقل في سبيل ذلك، وقد يكون زهده فيها ورعا وتأثما، ولذا نراه في أخذه العلم كالطائر المحلق، يقع على أي شجرة يريد، ويحط بأي أرض تحلو له، وفي حرصه على التعلم كالنحلة التي لا تأخذ إلا من أطايب الثمر، وأزكى الأشجار، حيث ينعكس أثر ذلك على عطائه، وما يبذله نحو طلابه. فكانت له هيبة لدى الخاص والعام، وقابلية عند الجميع، هذا إلى جانب كثرة عبادته، وما جبلت عليه نفسه من حب للخير منذ نشأته، ورغبة في مساعدة الناس.
ويظهر من تتبع سيرة الشيخ القرعاوي، أن لدية نية صادقة، وذكاء وقادا، واحتسابا في كل عمل يقوم به.