جلوسه للطلبة: جرت العادة بين العلماء، ألا يتصدر حلقات العلم، ولا يجلس للطلاب يقرءون عليه، ويأخذون عنه، إلا من تشبع بالعلم، وأدرك من العلماء ما يخوله لذلك.
والشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - قد بدأت عليه علائم النجابة، وسيماء الذكاء في وقت مبكر، وقد أدرك عمه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف منه ذلك؛ لأنه كان يتابع مسيرته العلمية، ويسر بما عرف وسمع عن ابن أخيه، من نبوغ وذكاء، مع حرص شديد على العلم: حفظا واستيعابا، حتى أدرك واستوعب في وقت مبكر، فوق ما يدركه غيره في سنوات أكثر، فوضى عليه الملك عبد العزيز - رحمه الله - وزكاه له، من جوانب عديدة.
ولما توفي عمه الشيخ عبد الله في عام ١٣٣٩ هـ، نفذ الملك عبد العزيز وصيته في ابن أخيه، وذلك أن الشيخ عبد الله في مرض موته، أكد تزكيته لعلم وعقل ابن أخيه، وأنه كفؤ لما يسند إليه من أعمال، وأخبره بكفاءته العلمية، وسعة صدره في معالجة الأمور، وأنه بموجب ذلك يصلح أن يكون خليفة بعده: في إمامة المسجد بدخنة، والتدريس، وحل المشكلات إلى غير ذلك (١).
ويتناقل كبار السن أن الملك عبد العزيز تحدث مع العلماء والمشايخ عند قبر الشيخ عبد الله، في وداعه الأخير وقال: الله