في غمار الحماس وفي معمعة الاستعداد للحرب يأتي من مكة خبر يدل على أن عثمان ما زال حيا وأنه موقوف لدى قريش. . فتهدأ النفوس قليلا. . ويزداد الأمل في انفراج الأزمة فيتقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جماعة يخبرونه بأن رجلا من قريش يدعى (سهيل بن عمرو) يستأذن في مقابلة رسول الله بصفته رسولا لقريش ونائبا عنهم. . فيقول رسول الله:«إذا سهل الأمر، ائذنوا له». . فيدخل على رسول الله ومعه عرض من قريش يقول: نطلب من محمد أن يرجع عنا عامه هذا ولا يخلص إلى البيت فإذا كان العام القابل قدم إلى العمرة ودخل مكة ليس معه فرس ولا سلاح. . . فقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المبدأ ونادى علي بن أبي طالب. . وأمره أن يكتب عقد الصلح.
بعد التفاوض على الشروط. . قال لعلي. . اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم. فقال سهيل: لا. . لا نكتب هذا أبدا. . فقال رسول الله:(فكيف نكتب؟) قال: اكتب: باسمك اللهم. .! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (وهذه حسنة اكتبوها. .) ثم قال: (اكتب: هذا ما تقاضى عليه رسول الله. .) فقال سهيل: والله ما نختلف إلا في هذا. .! قال رسول الله:(كيف. .؟!) قال: لو كنا نعتقد بأنك