المطلب الثالث: نقد المستشرقين لأمهات التفاسير عند أهل السنة
منذ بداية القرن العشرين لم تدخر الحركة الاستشراقية جهدا للطعن في هذه التفاسير، فعمد كليمان هوار ت ١٩٢٧م في مقالة نشرت بالجريدة الأسيوية ١٩٠٤م إلى ادعاء أن التفاسير تتشكل من تراث أهل الكتاب، وخلص في مقالته إلى القول:" أن مقاطع كثيرة من الطبري. . . مرتبطة بمثلها في سفر التكوين الذي يعرض للروايات اليهودية والنصرانية، وكان وهب بن منبه هو الطريق الذي انتقلت بواسطته هذه الآثار في نهاية القرن الأول الهجري. . . (١)
بعد حوار وجدنا جولد تسيهر يتحامل على التفسير منذ عصر الصحابة - رضي الله عنهم - حتى إذا انتهى به الكلام إلى ابن جرير الطبري لم ير في " جامع البيان " أكثر من " موسوعة للإسرائيليات "، ذلك أن أبا جعفر -حسب تسيهر - "يتوسع كذلك في استخدام المصادر اليهودية الأصل، فيما يتصل بقصص الإسرائيليات، ولم يكن في ذلك لينال موافقة سلفه الذين سبقوه. . .، بل إن كتابه أغزر
(١) c. Huart، Wahb ben monabbih. . . in Jounal Asiatique، ١٠: Serie، Tome ٤P: ٣٥٠