للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قبيح الشعر]

ومن الشعر ما يكون امتلاء الجوف قيحا وصديدا أفضل من امتلائه منه، ألا وهو ذلك النمط من الشعر الذي لا يبشر بخير، ولا ينم عن فضيلة، شعر ساقط المعنى، خبيث الهدف، فاسد الدلالة والفكرة، وقد نهى النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - عن الانشغال بهذا النمط من الشعر، وإضاعة الوقت في حفظه وتدارسه، وعندما عرض له في بعض أسفاره شاعر من شعراء هذا الاتجاه أعرض عنه، وصد عن سماعه، بل وأمر أصحابه أن يبعدوه عنه، قائلا: «خذوا الشيطان، أمسكوا الشيطان (١)».

أ- فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا (٢)».

ب - وعنه أيضا قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لأن يمتلئ جوف رجل قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا (٣)».

ج- وعن عوف بن مالك قال: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لأن


(١) صحيح مسلم الشعر (٢٢٥٩)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٤١).
(٢) رواه البخاري (٦١٥٤) في الأدب، باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر، ومسلم (٢٢٥٧) في الشعر، وأبو داود (٥٠٠٩) في الأدب، والترمذي (٢٨٥٥) في الأدب، والطيالسي (رقم ٢٠٢) عن سعد بن أبي وقاص، وأحمد (٢/ ٢٨٨)، وابن حبان (٧/ ٥١٤)، وأبو نعيم في الحلية (٥/ ٦٠)، والطحاوى في معاني الآثار (٤/ ٢٩٦)، والبزار في زوائده (٢٠٩٠) عن عمر بن الخطاب، باب الشعر وذمه، والطبراني في الكبير (٦١٣٢) عن سلمان الفارسي، وقد ذكره المتقي في الكنز (٩٧٥٤)، واستقصى الألباني طرقه في (السلسة الصحيحة رقم / (٣٣٦).
(٣) رواه البخاري (١٦٥٥) في الأدب، وفي الأدب المفرد (٢/ ٨٦٣)، ومسلم (٢٢٥٧) في الشعر، وابن ماجه (٣٧٥٩) في الأدب، ما كره من الشعر، وابن أبي شيبة (٨/ ٧١٩)، وابن حبان (٧/ ٥١٤)، والترمذي (٢٨٥١) في الأدب، وقال: حديث حسن صحيح، والطحاوية في شرح معاني الآثار (٤/ ٢٩٥)، والطبراني في الكبير (٦١٣٢) عن سلمان الفارسي، وأحمد (٢/ ٤٧٨ و١/ ١٧٥)، وذكره الألباني في صحيح الجامع برقم (٤٩٢٥)، وفي السلسة الصحيحة برقم (٣٣٦). والقيح: صديد يسيل من الجرح، يريه: قال في النهاية: (هو من الوري الذي هو الداء، يقال وري يورى فهو مورى إذا أصاب جوفه الداء)، ونقل الحافظ في الفتح (١٠/ ٤٥٨) عن الأصعمي قوله: هو من الوري بوزن الرمي، وعن أبي عبيد قوله: الوري هو أن يأكل القيح جوفه.