للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الثاني: اختلاف حول الدجال:

المطلب الأول: هل الدجال حقيقة أم خرافة؟ الدجال بين المثبتين والمنكرين:

تقدم معنا الحديث عن فتنة المسيح الدجال، ولعظم فتنته افتتنت به أقوام في القديم والحديث قبل خروجه، فأنكروا وجوده، ومنهم من أنكر خوارقه، وهذا خلاف للنصوص الصحيحة المتواترة الصريحة في إثبات خروج الدجال.

قال النووي عن القاضي عياض: " هذه الأحاديث التي ذكرها مسلم وغيره في قصة الدجال حجة لمذهب أهل الحق في صحة وجوده، وأنه شخص ابتلى الله به عباده، وأقدره على أشياء من مقدورات الله تعالى من إحياء الميت الذي يقتله، ومن ظهور زهرة الدنيا والخصب معه، وجنته وناره، ونهريه، وإتباع كنوز الأرض له، فيقع كل ذلك بقدرة الله تعالى ومشيئته، ثم يعجزه الله تعالى بعد ذلك، فلا يقدر على قتل ذلك الرجل ولا غيره، ويبطل أمره، ويقتله عيسى عليه السلام، ويثبت الله الذين آمنوا، هذا مذهب أهل السنة، وجميع المحدثين، والفقهاء، والنظار، خلافا لمن أنكره وأبطل أمره " (١)

وقال قوام السنة الأصبهاني: " وأحاديث الدجال ثابتة متواترة


(١) شرح النووي على صحيح مسلم (١٨/ ٥٨)، وانظر عارضة الأحوذي (٩/ ٨٠).