لما كان الإنسان وجد لحكمة وغاية بما يشرف وجوده ويرتقي نوعه على بقية المخلوقات وبها يحصل على سعادة الدنيا والآخرة - فإنه يشعر في أعماق نفسه برغبة شديدة وحرص أكيد لمعرفة تلك الغاية.
فأي إنسان لم تنكشف له تلك الحقيقة فإنه يتعرض لنكد القلب وقلق النفس وحيرة الضمير حتى ليكاد يتمزق من داخله. . .
هذا واقع التائهين الذين لم يعرفوا غاية وجودهم، وحكمة خلقهم، وما نسمعه عن حياة هؤلاء التائهين أو نقرؤه في صحفهم وتقاريرهم يبين تلك الحقيقة ويؤكدها.
واستمع إلى بعض التقارير عن ذلك الواقع:
يقول مؤلف " الإنسان ذلك المجهول " الكسيس كاريل الفرنسي - وهو يتحدث عن الأمراض العقلية التي أصيب بها المجتمع الأمريكي:(في عام ١٩٣٢ كان عدد المجانين الموجودين بالمستشفيات الحكومية = ٤٠٠٠٠٠ (أربعمائة ألف) مجنون كما كان عدد