ضعاف العقول والمصروعين المحجوزين في المصحات الخاصة = ٨١٥٨٠ (واحدا وثمانين ألفا وخمسمائة وثمانين) شخصا، وكان عدد مطلقي السراح بشرط كلمة الشرف من ضعاف العقول = ١٠٩٣٠ (عشرة آلاف وتسعمائة وثلاثين شخصا). . .
ولا تشمل هذه الإحصاءات الحالات العقلية التي تعالج في المستشفيات الخاصة. . . وحقيقة الأمر أن عدد الأفراد الذين انحطوا عقليا أكثر من ذلك بكثير، ويقدر أن عدة مئات من الآلاف لم تشملهم الإحصائيات الرسمية مصابون باضطرابات نفسية، وتدل هذه الأرقام على مدى استعداد شعور الرجل المتحضر للعطب، وكيف أن مشكلة الصحة العقلية تعتبر من أهم المشكلات التي يواجهها المجتمع العصري (١٧٨ - ١٧٩).
أرأيت يا أخي القارئ كيف أن الإنسان الذي لم يعرف غاية وجوده، أنه مصاب في أعز ما يملك ألا وهو " عقله " الذي يميزه عن بقية المخلوقات غير العاقلة، لأنه لم يستطع الوصول إلى " حكمة خلقه " رغم الحضارة المادية والكشوف العلمية التي وصل إليها. . .
وهذه الإحصاءات كما ترى كانت قبل خمسين عاما، فما بالك بها الآن. . . هذا إلى جانب الأعداد الكبيرة الأخرى التي تنهي حياتها بالانتحار لعدم وصولها إلى معرفة الغاية من الوجود والحكمة من الخلق.
فلا بد إذن للإنسان - لكي يسعد في الدنيا والآخرة - من معرفة غاية وجوده في هذه الحياة الدنيا وذلك لا يعرف إلا بمعرفة الخالق الموجد سبحانه وتعالى.