ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب الجمحي، أبو السائب.
من سادة المهاجرين، ومن أولياء الله المتقين الذين فازوا بوفاتهم في حياة نبيهم فصلى عليهم، وكان أبو السائب - رضي الله عنه - أول من دفن بالبقيع.
روى كثير بن زيد المدني: عن المطلب بن عبد الله، قال: لما دفن النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن مظعون، قال لرجل:" هلم تلك الصخرة، فاجعلها عند قبر أخي، أعرفه بها، أدفن إليه من دفنت من أهلي "، فقام الرجل فلم يطقها، فقال - يعني الذي حدثه -: فلكأني أنظر إلى بياض ساعدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين احتملها، حتى وضعها عند قبره هذا مرسل.
قال سعيد بن المسيب: سمعت سعدا يقول: رد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عثمان بن مظعون التبتل ولو أذن له لاختصينا.
قال أبو عمر النمري: أسلم أبو السائب بعد ثلاثة عشر رجلا، وهاجر الهجرتين، وتوفي بعد بدر، وكان عابدا مجتهدا، وكان هو، وعلي، وأبو ذر هموا أن يختصوا.
وروي من مراسيل عبيد الله بن أبي رافع قال: أول من دفن ببقيع الغرقد عثمان بن مظعون، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند رأسه حجرا، وقال:" هذا قبر فرطنا ".
وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية.
ابن المبارك: عن عمر بن سعيد، عن ابن سابط: قال عثمان بن مظعون: لا أشرب شرابا يذهب عقلي، ويضحك بي من هو أدنى مني، ويحملني على أن أنكح كريمتي. فلما حرمت الخمر قال: تبا لها، قد كان بصري فيها ثاقبا.