للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الثاني: تحديد أماكن إقامة صلاة العيد:

أداء صلاة العيد في المصلى خارج البلد غير بعيد منه، حتى لا يشق على المصلين أفضل من فعلها في المسجد، ما عدا مكة المشرفة، فإن أداءها في المسجد الحرام أفضل، وذلك لخصوصية المسجد الحرام، حيث إن الصلاة فيه خير من مائة ألف صلاة في غيره، ثم إنه لم ينقل عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو أحد من الذين تولوا على مكة أنهم كانوا يؤدون صلاة العيد خارج المسجد الحرام، يضاف إلى ذلك طبيعة مكة المكرمة حيث إنها جبال وأودية يشق على الناس أن يخرجوا للصلاة في الجبانة (١).

فالأصل في صلاة العيد أن تصلى خارج البلدة لفعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما لم يكن هناك عذر من مطر أو برد شديد، يخشى على الناس منه، أو خوف عدو أو نحو ذلك، لهدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث كان يصلي العيد في المصلى الذي على باب المدينة الشرقي (٢)، ولم يرو عنه أنه صلاها في مسجده إلا مرة واحدة في


(١) انظر: الشيخ محمد بن عثيمين في الشرح الممتع على زاد المستقنع ج٥، ص١٦٢. .
(٢) انظر: ابن القيم في زاد المعاد، ج ا، ص ٤٤١.