للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المطلب السادس: أهمية اللواء:

قال الطبري: في حديث علي أن الإمام يؤمر على الجيش من يوثق بقوته وبصيرته ومعرفته.

وقال المهلب: وفي حديث الزبير أن الراية لا تركز إلا بإذن الإمام؛ لأنها علامة على مكانه، فلا يتصرف فيها إلا بأمره (١) وفي هذه الأحاديث: استحباب اتخاذ الألوية في الحروب، وأن اللواء يكون مع الأمير، أو من يقيمه لذلك عند الحرب.

كما في حديث أنس في غزوة مؤتة، وفيه: أخذ الراية زيد بن حارثة فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب (٢) الحديث ... شرحه في المغازي.

التورية والحفاظ على أسرار الجيش:

وقد ذكر البخاري باب من أراد غزوة فورى بغيرها، وأخرج فيه حديث كعب بن مالك قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها، حتى كانت غزوة تبوك، فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد، واستقبل سفرا بعيدا ومفازا، واستقبل غزو عدو كثير، فجلى للمسلمين أمره ليتأهبوا أهبة عدوهم، وأخبرهم بوجهه الذي يريد (٣)» ومعنى (ورى) أي ستر، وتستعمل في إظهار شيء مع إرادة غيره، وأصله من الورى بفتح ثم سكون، وهو ما يجعل وراء الإنسان، لأن من ورى بشيء كأنه جعله وراءه.


(١) الفتح، ٦/ ١٢٧.
(٢) الفتح، ٦/ ١٢٧ - ١٢٨.
(٣) البخاري، ٦/ ١١٣ (ح٢٩٤٨).