حينما قلنا: إن الإنسان ليس حرا في الاعتقاد، بل يجب أن ينحصر اعتقاده في الله وحده ربا ومعبودا، لا يجوز أن يخضع لغيره أو يطيع سواه فيما يخالف أمر الله.
نقول ذلك لأن هذا هو ضامن الحرية الحقيقية على هذه الأرض. . لماذا؟ لأن البشرية منذ القدم وحتى اليوم وهي تعاني كثيرا في ديارها من طواغيت متنوعة خضعت لها رءوسها وذلت لها رقابها، حتى اندثر كل معنى للحرية، وغاب كل أثر للكرامة الإنسانية في نفوس هؤلاء الخاضعين لغير الله.
فالخضوع والخوف والرهبة والانقياد والاستسلام لا يكون إلا لله الذي له صفات الكمال المطلق، فهو وحده الغني القادر المسيطر القاهر الحكم العدل الذي لا يجوز عليه الظلم، لأن الظلم أثر من آثار الضعف والحاجة والله منزه عن كل ذلك.
أما من خضع لغير الله فقد انتقص من حرية نفسه بمقدار خضوعه وذلته لغير ربه.
والطواغيت التي سلبت الناس حرياتهم كثيرة من أمثال علماء السوء والأحبار والرهبان والكهان والحكام والدرهم والدينار، وترقى الأمر عند هذه الفئات حتى حرفوا الكتب المنزلة على الرسل لتتمشى مع أهوائهم وأدخلوا فيها ما ليس منها، وترقى بهم الأمر إلى أن جعلوا لأنفسهم صلاحية منح الثواب