الخريبة بلفظ تصغير خربة موضع بالبصرة وسميت بذلك فيما ذكره الزجاجي لأن المرزبان كان قد ابتنى به قصرا وخرب بعده فلما نزل المسلمون البصرة ابتنوا عنده وفيه أبنية وسموها الخريبة.
كانت بيوت القرية تتوزع على ربوة تنفرج من جهاتها الأربع نحو أودية ومنخفضات تحدها من الشرق راشيا وكفر حمام، ومن الغرب نهر الحاصباني وتخوم الخيام وإبل السقي، ومن الشمال راشيا الفخار، ومن الجنوب الماري والدحيرجات. تبلغ مساحتها نحو ١٢ ألف دونم، وكانت الطريق إليها قبل التدمير والتهجير "قادومية" وتمر بجانبها طريق تركية "سكي سلطاني"، وحولها خانات لإقامة المتنقلين بين لبنان وفلسطين وسوريا، وفيها عين مياه تحمل اسمها.
بدأت معاناة الخريبة مع بدء التهجير من فلسطين، ثم كانت لها محطات مع عصابات "الهاغانا"، وفي الوقت عينه مع "الهزائم العربية". وتعرض أهلها للتضييق في ثورة ١٩٥٨ كونها كانت نقطة الحدود بين سيطرة الثوار وتمدد الجيش اللبناني. أما التهجير الفعلي لسكانها فبدأ في العام ١٩٦٨، مع تغلغل العمل الفدائي الفلسطيني المقاوم إليها وانسحاب الجيش من كرومها، ثم قطعه لطريقها الترابية منعا لتسلل الإسرائيليين، ما دفع العديد من سكانها للنزوح عنها.
وتزامن ذلك مع قدوم مقاومين فلسطينيين إليها وتمركزهم في منزلي نقولا وطعمة دعبوس، ثم في منزل مخايل دعبوس. بعدها أقدم جيش العدو على هدم هذه المنازل بالقصف المدفعي، ثم نسف منازل آل دعبوس في العام ١٩٧٠، في العام ١٩٧٢ قامت طاذرات العدو بتدمير منازلها على مدى ثلاث ساعات من الغارات المتتالية، ونجا من كان في البلدة من أهلها بأعجوبة.