للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثانيا: الأشعرية وهم من سلكوا في الاعتقاد طريقة الأشاعرة المتضمنة التأويل والتحريف وعدم الإيمان بصفات الأفعال وجحد بعض الصفات الخبرية الذاتية كالوجه واليدين والعينين ونحوها من صفات كماله جل وعلا والقائلين بأن الله يتكلم بلا حروف ولا صوت وأن الحروف والأصوات ليست قديمة وأن المصحف الذي بين أيدي المسلمين ما هو إلا عبارة عن كلام الله وأن كلامه جل شأنه هو الكلام النفسي فقط وهم طبقة أبي القاسم القشيري وأصحابه وقد أخذ هذه العقيدة عن شيخه أبي بكر ابن فورك وشيخه أبي إسحاق الأشقرييني يقول ابن تيمية: (وهذا الاعتقاد غالبه موافق لأصول السلف وأهل السنة والجماعة لكنه مقصر عن ذلك ومتضمن ترك بعض ما كانوا عليه وزيادة تخالف ما كانوا عليه) (١).

وقد أنكر هذا الاعتقاد أكابر مشايخ التصوف.

قال القشيري: (فأما المشايخ الذين عاصرناهم والذين أدركناهم وإن لم يتفق لنا لقياهم) ثم عدد جملة منهم. . . ثم قال: (فإن هؤلاء المشايخ مثل أبي العباس القصاب له من التصانيف المشهورة في السنة ومخالفة طريقة الكلابية والأشعرية ما ليس هذا موضعه وكذلك سائر شيوخ المسلمين من المتقدمين والمتأخرين الذين لهم لسان صدق في الأمة) (٢).

وقال أبو بكر بن قوام لحفيده محمد: (إذا بلغك عن أهل المكان الفلاني أن فيهم رجلا مؤمنا أو رجلا صالحا فصدق وإذا بلغك أن فيهم ولي الله فلا تصدق فقلت أي محمد ولم يا سيدي قال لأنهم أشعرية) (٣) وقال عبد الله الأرميني لابنه إبراهيم وكان له معلم يقرؤه العقيدة الأشعرية كما أخبر قال له


(١) الاستقامة (١/ ٨٥، ٨٦).
(٢) الاستقامة (١/ ٨٢).
(٣) الاستقامة (١/ ٨٢. ٨٤. ٨٥. ٨٨).