للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعالى أعظم وأجل وأكبر ألا تسمع قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (١) وقوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (٢) فإن اعتصمت بها وامتنعت منه أتاك من قبل التعطيل لصفات الرب تعالى وتقدس في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال لك إذا كان موصوفا بكذا وصفته بكذا أوجب له التشبيه فأكذبه لأن اللعين إنما يريد أن يستزلك ويغويك ويدخلك في صفوف الملحدين الزائغين الجاحدين لصفة رب العالمين) (٣).

وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن خفيف في كتابه الذي سماه اعتقاد التوحيد بإثبات الأسماء والصفات: (فاتفقت أقوال المهاجرين والأنصار في توحيد الله عز وجل ومعرفة أسمائه وصفاته وقضائه قولا واحدا وشرعا ظاهرا وهم الذين نقلوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك حتى قال: (فكانت كلمة الصحابة على الاتفاق من غير اختلاف وهم الذين أمرنا بالأخذ عنهم ولم يختلفوا بحمد الله تعالى في أحكام التوحيد وأصول الدين من الأسماء والصفات كما اختلفوا في الفروع ولو كان منهم في ذلك اختلاف لنقل إلينا كما نقل سائر الاختلاف فاستقر صحة ذلك عند خاصتهم وعامتهم حتى أدوا ذلك إلى التابعين لهم بإحسان فاستقر صحة ذلك عند العلماء المعروفين حتى نقلوا ذلك قرنا بعد قرن لأن الاختلاف كان عندهم في الأصل كفر ولله المنة) (٤).

وقد سأل أبا محمد عبد القادر بن عبد الله الجيلي، الشيخ علي بن إدريس فقال يا سيدي: هل كان لله ولي على غير اعتقاد أحمد بن حنبل فقال: ما كان ولا يكون).


(١) سورة الشورى الآية ١١
(٢) سورة الإخلاص الآية ٤
(٣) الرسالة الحموية لابن تيمية من النفائس ص (١٣٧/ ١٣٨).
(٤) الرسالة الحموية لابن تيمية - ص (١٣٣، ١٣٤).