عني المحدثون أيما عناية بجمع ما ورد في الدعاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسجلوا ذلك بعناية فائقة في دواوينهم، وأفردوا لذلك أبوابا خاصة في مصنفاتهم التي بنوا ترتيبها على الأبواب، فها هو الإمام محمد بن إسماعيل البخاري ت ٢٥٦ هـ، إمام الصنعة، وسيد المحدثين، يضمن جامعه الصحيح كتاب الدعوات، ويذكر فيه من الأحاديث المرفوعة خمسة وأربعين حديثا ومائة، كما أحصى ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح.
ومثله الإمام مسلم بن الحجاج ت ٢٦١ هـ في صحيحه، نراه يفرد كتابا في جامعه الصحيح للذكر والدعاء، ويذكر فيه قريبا من مائة حديث.
ونجد الإمام النسائي ت ٣٠٣ هـ يذكر في سننه كتاب الاستعاذة، وهو في الدعاء، ويذكر في سننه الكبرى كتاب الاستعاذة أيضا وهو مشتمل على سبعة وثلاثين ومائة حديث.
وفي جامع الترمذي ت ٢٩٧ هـ كتاب الدعوات الذي سجل فيه مؤلفه من الحديث أربعة وثلاثين ومائة، وفي سنن ابن ماجه ت ٢٧٥ هـ، نجد كتاب الدعاء الذي يحوي من الحديث خمسة وستين