وحين نودع القرآن لنسير - بعد. . في ظلاله المديد. . متلفتين في منادح المجتمع الإسلامي العريض في محاولة الوقوف على مكانة (الأم) في مثل هذا المجتمع. . لا نستطيع إلا أن نقف لحظات في خشوع وإطراق، أمام الأمومة الشاهقة العظيمة التي أنجبت (محمدا) والتي استطاعت رغم انعتاقها الوامض من رحلة الزمن، أن تغرس فيه كل حوافز التصعيد والسموق. . وأن تهبه في لحظات زمنية خاطفة، كل ما يمكن أن تهبه الأمومة الحالية لوليدها من عطف. . ومن حب. . ومن روعة حنان.
ولسنا ندري بعد - ماذا كان يمكن أن يكون. . لو أن محمدا لم يذق في حياته - ولو لفترة زمنية مضغوطة - الحنان في صدر أمه الدافئ؟ أم أن السماء كانت معه على موعد، حين حرمته هذا الصدر النابض الحنون، حتى تذكى في أعماقه