للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الخاتمة]

قال ابن القيم - رحمه الله -: (ولما كان نصيب كل عبد من الرحمة على قدر نصيبه من الهدى، كان أكمل المؤمنين إيمانا، أعظمهم رحمة، كما قال تعالى في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} (١).

وكان الصديق - رضي الله عنه - من أرحم الأمة، وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر (٢)».

وهكذا الرجل كلما اتسع علمه، اتسعت رحمته، وقد وسع ربنا كل شيء رحمة وعلما، فوسعت رحمته كل شيء وأحاط بكل شيء علما، فهو أرحم بعباده من الوالدة بولدها بل هو أرحم بالعبد من نفسه. .) (٣).

هذا ونسأل الله أن يرحمنا برحمته التي وسعت كل شيء، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


(١) سورة الفتح الآية ٢٩
(٢) أخرجه الترمذي في الجامع ٢/ ٣٠٩، وابن ماجه / ١٥٤، وابن حبان ٢٢١٨، ٢٢١٩، والحاكم ٣/ ٤٢٢ من حديث أنس، وقال الترمذي عنه: حسن صحيح وذكره الألباني في الصحيحة رقم ١٢٢٤.
(٣) إغاثة اللهفان ٢/ ١٦٩ - ١٧٥.