للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الافتتاحية]

سماحة الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

رئيس إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

الحمد لله رب العالمين. . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد عبد الله ورسوله وخيرته من خلقه وعلى آله وصحبه ومن نهج نهجه وسار على هديه إلى يوم الدين أما بعد.

فإن العلم بأحكام الله أمر ضروري ليسير العبد المسلم في عبادته لربه على هدى وبصيرة، ولا يمكن للإنسان المسلم أن يفهم دينه ويعمل به إلا إذا عرف أحكام هذا الدين وأولاها اهتمامه وعنايته وبذل جهده وطاقته للإلمام بها؛ لتكون لربه مبنية على أساس صحيح ومتين، ومن وفقه الله لمعرفة أحكام هذا الدين والأخذ بها فقد هدى إلى صراط مستقيم، وحصل على خير كثير، يقول سبحانه {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ} (١) قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ} (٢) يعني المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ومقدمه ومؤخره وحلاله وحرامه وأمثاله، وروى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا: «الحكمة القرآن» - يعني تفسيره قال ابن عباس: فإنه


(١) سورة البقرة الآية ٢٦٩
(٢) سورة البقرة الآية ٢٦٩