للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤ - في العراق ثانية:

عاد جرير من أرض الشام إلى المدينة مبشرا بانتصار المسلمين على الروم في معركة اليرموك (١).

وكان أبو بكر الصديق قد مضى إلى ربه، وكان عمر بن الخطاب قد خلفه، فطلب منه جرير أن يجمع له بجيلة قومه تحقيقا لوعد النبي صلى الله عليه وسلم بجمع بجيلة لجرير. وكتب عمر إلى عماله: " إنه من كان ينسب إلى بجيلة في الجاهلية، وثبت عليه في الإسلام، فأخرجوه إلى جرير، ففعلوا ذلك. ولما اجتمعوا أمرهم عمر بالعراق، فأبوا إلا الشام، فعزم عمر على العراق وينفلهم ربع الخمس، فأجابوا، فسيرهم عمر إلى المثنى بن حارثة الشيباني (٢) بالعراق، لأن عمر ندب الناس إلى المثنى لما بلغه خبر وقعة أبي عبيد الثقفي في الجسر (٣) وكان فيمن ندب بجيلة (٤).

وتوجه جرير على رأس بجيلة إلى المثنى في العراق، فكتب المثنى إلى جرير: " إنا جاءنا أمر لم نستطع معه المقام حتى تقدموا علينا، فعجلوا اللحاق بنا، وموعدكم البويب (٥) وكان جرير ممدا له (٦).


(١) الطبري (٣/ ٤٥٥).
(٢) المثنى: بن حارثة الشيباني، انظر سيرته المفصلة في كتابنا: قادة فتح العراق والجزيرة (٢٧ - ٥٠).
(٣) انظر التفاصيل في الطبري (٣/ ٤٥٠ - ٤٥٩)، وابن الأثر (٢/ ٤٣٨ - ٤٤٠).
(٤) الطبري (٣/ ٤٦٠)، وابن الأثير (٢/ ٤٤١).
(٥) البويب: نهر كان بالعراق موضع الكوفة، ويأخذ من الفرات انظر معجم البلدان (٢/ ٧١٠).
(٦) الطبري (٣/ ٤٦١).