للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السؤال الثالث: أيهما أفضل للمسافر الفطر أم الصيام، وخاصة السفر الذي لا مشقة فيه كالسفر في الطائرة أو الوسائل الحديثة الأخرى؟

الجواب: الأفضل للصائم الفطر في السفر مطلقا، ومن صام فلا حرج عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه هذا وهذا. وهكذا الصحابة رضي الله عنهم. لكن إذا اشتد الحر، وعظمت المشقة، تأكد الفطر، وكره الصوم للمسافر؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لما رأى رجلا قد ظلل عليه في السفر من شدة الحر وهو صائم، قال عليه الصلاة والسلام: «ليس من البر الصوم في السفر (١)». ولما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته (٢)»، وفي لفظ: «كما يحب أن تؤتى عزائمه». ولا فرق في ذلك بين من سافر على السيارات أو الجمال أو السفن والبواخر، وبين من سافر في الطائرات، فإن الجميع يشملهم اسم السفر، ويترخصون برخصه، والله سبحانه شرع للعباد أحكام السفر والإقامة في عهده صلى الله عليه وسلم، ولمن جاء بعده إلى يوم القيامة، فهو سبحانه يعلم ما يقع من تغير الأحوال وتنوع وسائل السفر، ولو كان الحكم يختلف لنبه عليه سبحانه، كما قال عز وجل في سورة النحل: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (٣)


(١) صحيح البخاري الصوم (١٩٤٦)، صحيح مسلم الصيام (١١١٥)، سنن النسائي الصيام (٢٢٥٨)، سنن أبو داود الصوم (٢٤٠٧)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣٢٩)، سنن الدارمي الصوم (١٧٠٩).
(٢) مسند أحمد بن حنبل (٢/ ١٠٨).
(٣) سورة النحل الآية ٨٩