للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

القضاء والحكم بشريعة الإسلام

بين توحيد المشرع ومتابعة المبلغ

للدكتور سعود بن سعد الدريب (١)

إن القضاء بين الخصوم من ضرورات الاجتماع، به تسوس الدولة مملكتها، وتسود رعيتها تحت ظل العدل والأمن والاطمئنان، إذ لولا القضاء لعمت الفوضى، واختل الأمن، وفسد النظام، وساد الاضطراب. قال الله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} (٢) يعني لولا أن الله تعالى أقام الولاة في الأرض يدفعون القوي عن الضعيف، وينصفون المظلوم من الظالم لما انتظم لهم حال ولا قر لهم قرار، فتفسد الأرض ومن عليها. وقد امتن الله على الخلق بإقامة الولاة فقال في آخر الآية: {وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} (٣) يعني في إقامة الولاة فيأمن الناس بهم؛ فيكون فضلهم على الظالم كف يده عن المظلوم، وفضلهم على المظلوم كف يد الظالم عنه، وفضلهم على المجتمع سيادة النظام والأمان.

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ... ولا سراة إذا جهالهم سادوا

إذا فالقضاء الشرعي المبني على العلم والحكمة والعدل والقوة والأمانة، هو ظل الله في أرضه، يأوي إليه كل مظلوم من عباده، ولولا


(١) ورد للكاتب ترجمة في العدد السابع صفحة ٢٦٨.
(٢) سورة البقرة الآية ٢٥١
(٣) سورة البقرة الآية ٢٥١