من يقيمه لإنصاف المظلوم وردع الظالم لأكل الناس بعضهم بعضا، إذ ليس كل أحد يقنع بحقه أو يقف عند حده ويرتدع عن غيه.
لو أنصف الناس استراح القاضي ... وبات كل عن أخيه راضي
ولهذا جاءت الشرائع السماوية بناحية أخلاقية، لتهذب من طبع الإنسان، وتحد من جبروته وأنانيته وطمعه، وتجعل منه عضوا صالحا في المجتمع الذي يعيش فيه، وجاءت فيها الأحكام الملزمة، والعقوبات الرادعة، لتردع من لم تؤثر فيه الأحكام الأخلاقية، والمواعظ الدينية إلى جادة الحق والصواب.
وفيما يلي سنبحث مفهوم القضاء والحكم في اللغة، والقرآن، والحديث، ونبين الفرق بين القضاء والحكم، ثم نتتبع ذلك ببيان وجه الارتباط بين الشريعة والعقيدة، وأن القضاء بالشريعة من مستلزمات الإيمان بالمشرع -جل وعلا-، ومقتضى متابعة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- رسول الله للبشرية جمعاء، المبلغ لشرع الله.