للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من منافع الحج وآدابه]

الدكتور صالح بن فوزان الفوزان (١)

الحمد لله الذي جعل بيته الحرام مثابة للناس وأمنا يتجهون إلى شطره أينما كانوا في صلواتهم ويستقبلونه في عباداتهم، وتهوى إليه أفئدتهم، ويلتقون حوله من جميع أقطار الأرض لتتحد كلمتهم، وتعتز أمتهم وتقوم دولتهم والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد، بعثه الله من أرض الحرم إلى كافة الأمم، وأمره بتطهير هذا البيت من كل نجس ورجس - فدخله عام الفتح وفوقه ثلاثمائة وستون صنما فجعل يطعنها بالقضيب ويقول: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} (٢) فجعلت هذه الأصنام تتهاوى لوجوهها خاسئة ذليلة، ثم أمر بها صلى الله عليه وسلم فأخرجت من المسجد وأحرقت وطهر منها بيت الله. قال تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} (٣) فالحج لغة: القصد إلى الشيء. وشرعا: قصد المسجد الحرام لأداء الحج أو العمرة لله، وكان الحج من ملة إبراهيم الخليل عليه السلام حيث أمره الله ببناء البيت والأذان في الناس بالحج إليه، فالحج عبادة عظيمة وفيه منافع كثيرة، منها غفران الذنوب، كما قال صلى الله عليه وسلم: «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق وجع كيوم ولدته أمه (٤)» ومنها شهود المنافع العظيمة التي قال الله عنها: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} (٥)


(١) وردت للباحث ترجمة في العدد السابع من المجلة ص (٢٣٨).
(٢) سورة الإسراء الآية ٨١
(٣) سورة البقرة الآية ١٩٧
(٤) رواه البخاري ٢/ ٢٠٩.
(٥) سورة الحج الآية ٢٨