للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أنواع الاختلاف في الدين من حيث الرتبة]

وقد علم مما تقدم أن الاختلاف في الدين جاءت نصوص الكتاب والسنة بذمه مطلقا بدون استثناء ولكن نظرا لأن اختلاف البشر في الطبائع أمر لا ينكر كان الخلاف حتما موجودا وواقعا وهو باعتبار هذا الوقوع نوعان:

الأول: اختلاف في العقائد وما علم بالضرورة من دين الإسلام وجوبه أو تحريمه، أو كان في إطار الفروع الشرعية وأدى إلى الخصومة والتنازع والتعصب فهذا النوع من الخلاف محرم شرعا لوجوه:

أولا: لأن الحق في العقائد واحد لا يتعدد كما قال سبحانه: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ} (١).

ثانيا: لأن العقائد وما علم بالضرورة من الدين ثابت بالدليل القاطع اليقيني ومثله يطلب فيه اليقين ولا يقين مع الاختلاف.

ثانيا: لتأديته للفرقة والتنازع وهو محرم فالاختلاف محرم أيضا لأنه وسيلة لهما.

رابعا: أن الفروع الحق فيها واحد، والواجب بذل الجهد في إصابته وأما التعصب للأقوال فلا يكون إلا عن هوى لا عن جد في طلب الحق المدلول عليه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما


(١) سورة يونس الآية ٣٢