وبتتبعي للوضع والبيئة، وما توفر من قرائن ترجحت لدي قناعة بأن الكتب المنسوبة للشيخ سليمان بن عبد الوهاب ما ظهر منها وما خفي، لا صحة لها، وهي من الافتراء عليه، لكن يزكي أصحاب الأهواء ما هم فيه من هوى، لا يستند على نص من كتاب الله، ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا رأي قاله أو عمل به سلف الأمة في القرون المفضلة، التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأنها خير القرون من بعده. هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإن مبدأ الطامعين في بلاد المسلمين الحريصين على استعمارها: فرق تسد، والتفرقة مجالها واسع عند الجهال، وأصحاب المنافع. . وقد استفاد الغربيون من ذلك كثيرا وقد اعتمدت، بعد الاستعانة بالله، في قناعتي على قرائن منها:
١ - أن رسائل الشيخ وردوده على المناوئين للدعوة، لم يرد من بينهما اسم الشيخ سليمان، ولا اسم الشيخين أحمد التويجري، وأحمد الشبانة، ولا اسم أخيه محمد. حيث قال ابن بشر (١٢١٠ - ١٢٩٠هـ) في حوادث عام ١١٦٥هـ، والدعوة في بداية أمرها: وفيها قام أناس من رؤساء بلدة حريملاء وقاضيهم سليمان بن عبد الوهاب، على نقض عهد المسلمين ومحاربتهم، إلى أن قال: وكان الشيخ رحمه الله قد أحس من سليمان أخيه إلقاءه الشبه على الناس وغير ذلك، فكتب إليه الشيخ ونصحه وحذره شؤم العاقبة، فكتب إلى الشيخ، وتعذر منه، وأنه ما وقع منه مكروه، وأنه إن وقع من أهل حريملاء ردة