للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مبحث: تارك الواجب أو المندوب أو المباح هل يعد مبتدعا؟

من ترك مطلوبا شرعيا لا يخلو من حالين:

أ- أن يترك هذا المطلوب لغير التدين والعبادة؛ إما كسلا أو تضييعا أو ما أشبه ذلك من الدواعي النفسية، فهذا الترك يعتبر مخالفة للأمر. فإن كان المتروك واجبا فإن تركه معصية، وإن كان مندوبا فليس كذلك.

٢ - أن يترك ذلك تدينا وطلبا للقربة إلى الله فهذا الترك على هذا الوجه يعد من قبيل البدع حيث تدين بضد ما شرع الله ومثاله: ما سبق ذكره من فعل بعض الصحابة (١) الذين نهاهم صلى الله عليه وسلم.

ومن هذا يظهر أن البدع أنواع متعددة من ضمنها نوع هو البدعة التركية التي يظن أصحابها أنهم بتركهم المباحات أو الواجبات أو المندوبات تقربا إلى الله (٢) يسيرون على طريق صحيح في حين أنهم قد انحرفوا عن هذا الطريق وعليهم ينطبق قول المصطفى صلى الله عليه وسلم «من رغب عن سنتي فليس مني (٣)» وهكذا الحكم بالنسبة لأصحاب البدع الأخرى المذكورة بدعهم مردودة عليهم وهم آثمون غير مأجورين؛ لأنهم أتوا بما لم يأت به الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.


(١) نفس المصدر.
(٢) من علماء السلف من ترك بعض المباحات زهدا وتعففا.
(٣) صحيح البخاري النكاح (٥٠٦٣)، صحيح مسلم النكاح (١٤٠١)، سنن النسائي النكاح (٣٢١٧)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٢٨٥).