بن خلف، الإمام، البحر، الحافظ، العلامة، عالم الوقت أبو سليمان البغدادي، المعروف بالأصبهاني، مولى أمير المؤمنين المهدي، رئيس أهل الظاهر.
مولده سنة مائتين.
وسمع: سليمان بن حرب، وعمرو بن مرزوق، والقعنبي، ومحمد بن كثير العبدي، ومسدد بن مسرهد، وإسحاق ابن راهويه، وأبا ثور الكلبي، والقواريري، وطبقتهم.
وارتحل إلى إسحاق [ابن راهويه] وسمع منه " المسند " و " التفسير "، وناظر عنده ; وجمع وصنف، وتصدر، وتخرج به الأصحاب.
قال أبو بكر الخطيب: صنف الكتب، وكان إماما ورعا ناسكا زاهدا، وفي كتبه حديث كثير، لكن الرواية عنه عزيزة جدا.
حدث عنه: ابنه أبو بكر محمد بن داود، وزكريا الساجي، ويوسف بن يعقوب الداودي، وعباس بن أحمد المذكر، وغيرهم.
قال أبو محمد ابن حزم: إنما عرف بالأصبهاني، لأن أمه أصبهانية، وكان أبوه حنفي المذهب.
قال أبو عمرو المستملي: رأيت داود بن علي يرد على إسحاق ابن راهويه، وما رأيت أحدا قبله ولا بعده يرد عليه، هيبة له.
قال عمر بن محمد بن بجير الحافظ: سمعت داود بن علي يقول: دخلت على إسحاق وهو يحتجم، فجلست، فرأيت كتب الشافعي، فأخذت أنظر، فصاح بي إسحاق: أيش تنظر؟ فقلت: معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده قال: فجعل يضحك، أو يتبسم.
سعيد بن عمر البرذعي، قال: كنا عند أبي زرعة الرازي، فاختلف رجلان من أصحابنا في أمر داود الأصبهاني، والمزني، والرجلان: فضلك الرازي، وابن خراش فقال ابن خراش: داود كافر. وقال فضلك: المزني: جاهل.