للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وظائف الدولة، تفصيلا:

وإذا أردنا شيئا من التفصيل والتنظيم لهذه الوظائف التي عددها العلماء قلنا: إن الدولة تقوم بالوظائف التالية:

أولا: الوظيفة الدينية:

* وهي أهم الوظائف وأولاها، بل إن إقامة الإمامة نفسها وظيفة دينية، يقوم بها مجموع الأمة الإسلامية، والمقصد الأول من إنزال الشريعة هو حفظ الدين، يقول الشاطبي، رحمه الله:

" تكاليف الشريعة ترجع إلى حفظ مقاصدها في الخلق، وهذه المقاصد لا تعدو ثلاثة أقسام: " أحدها " أن تكون ضرورية، و " الثاني " أن تكون حاجية، " والثالث " أن تكون تحسينية.

والضرورية معناها: أنه لا بد منها في قيام مصالح الدين والدنيا، بحيث إذا فقدت لم تجر مصالح الدنيا على استقامة، بل على فساد وتهارج وفوت حياة، وفي الأخرى فوت النجاة والنعيم والرجوع بالخسران المبين. . . ومجموع الضروريات خمسة وهي: حفظ الدين، والنفس، والنسل، والمال، والعقل، وقد قال العلماء: إنها مراعاة في كل ملة من الملل (١).

ويقول الغزالي: " ومقصود الشرع من الخلق خمسة وهو أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم (٢).

فالاتفاق حاصل بين العلماء على أن الدين له المرتبة الأولي بين هذه الضروريات، ولما كان واجب الدولة أن تحقق المصلحة بحفظ هذه الضروريات كان من أول وظائفها حماية الدين ونشره وذلك بنشر عقيدة


(١) انظر: الموافقات للشاطبي: ٢/ ٨ - ١٠.
(٢) انظر: المستصفى للغزالي: ١/ ٢٨٧ ومعه فواتح الرحموت بشرح مسلم الثبوت.