للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثامنا: علم المصاب بأن حظه من المصيبة بحسب موقفه منها:

يقول ابن القيم: ومن علاج حر المصيبة وحزنها أن يعلم المصاب أن حظه من المصيبة ما تحدثه له، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط، فحظه منها ما أحدثته له، فإن أحدثت له سخطا وكفرا كتب في ديوان الهالكين، وإن أحدثت له جزعا وتفريطا في ترك واجب أو فعل محرم كتب في ديوان المفرطين، وإن أحدثت له شكاية وعدم صبر كتب في ديوان المغبونين، وإن أحدثت له اعتراضا على الله وقدحا في حكمته فقد قرع باب الزندقة أو ولجه، وإن أحدثت له صبرا وثباتا لله كتب في ديوان الصابرين، وإن أحدثت له الرضى عن الله كتب في ديوان الراضين، وإن أحدثت له الحمد والشكر كتب في ديوان الشاكرين، وكان تحت لواء الحمد مع الحمادين، وإن أحدثت له محبة واشتياقا إلى لقاء ربه كتب في ديوان المحبين المخلصين (١).

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط (٢)» (٣).


(١) زاد المعاد، ج ٤ ص ١٩٢، ١٩٣، بتصرف يسير
(٢) سنن الترمذي الزهد (٢٣٩٦)، سنن ابن ماجه الفتن (٤٠٣١).
(٣) تقدم تخريج هذا الحديث