لقد عاش حسان مع أحداث الإسلام يسجل ويصور، وكان وفيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه مجدهم أحياء وبكاهم شهداء أو موتى، وقد كشفت مراثيه عن عواطف الشاعر المصور لأولئك الراحلين عن دنيا الناس تاركين وراءهم بطولات وتاريخا وآثارا وأخلاقا وأعمالا.
رثى أصحاب الرجيع وخص خبيبا بأكثر من مرثية لأواصر القربى التي ربطت بينهما ولكثرة ما هز مشاعره من أنات الثكالى اللواتي بكين خبيبا من حوله، وبكى حمزة وبكى شهداء مؤتة وبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اختاره الله لجواره بكثير من القصائد حيث أثارت الفاجعة مشاعر حسان فتدفقت عبراته مع الباكين، وضجت أناته مع من هزتهم المصيبة فتجاوب دمع حسان وشعره مع دموع المسلمين حين رأى مسجد الرسول ومعهد ورسوم دياره وقد خيم عليها الأسى وكم وقف بتلك المعاهد والرسوم فبكى ورثى قال:
بطيبة رسم للرسول ومعهد ... منير وقد تعفو الرسوم وتهمد