للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[موت عمر]

الدنيا دار فناء والآخرة دار بقاء، وعمر يضع الآخرة نصب عينيه، وكان دائما يذكر الموت وكثيرا ما كان يتمثل بقول القائل:

من كان حين تمس الشمس جبهته ... أو الغبار يخاف الشين والشعثا

ويألف الظل كي تبقى بشاشته ... فسوف يسكن يوما جدثا (١)

وذهب عمر في زورة إلى الشمال، وهناك في دير سمعان مرض، ولما أيقن عمر أنها النهاية نام للعلة، وكانت العلة هي السم الذي دسه له بنو أمية حتى يتخلصوا منه، ويعودوا إلى ما تعودوا عليه من الترف والإسراف وإنفاق


(١) الكامل للمبرد ج ١ ص ٣٧٥.