للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المطلب الثالث: الفرق بين القضاء والقدر

اختلفت عبارات العلماء -رحمهم الله تعالى- في تعريف القضاء والقدر، فقال الراغب الأصفهاني: (والقضاء من الله تعالى أخص من القدر؛ لأنه الفصل بين التقدير، فالقدر هو التقدير، والقضاء هو الفصل والقطع، وقد ذكر بعض العلماء أن القدر بمنزلة المعد للكيل والقضاء بمنزلة الكيل، وهذا كما قال أبو عبيدة لعمر لما أراد الفرار من الطاعون بالشام: (أتفر من القضاء؟) قال: (أفر من قضاء الله إلى قدر الله) (١)؛ تنبيها أن القدر ما لم يكن قضاء فمرجو أن يدفعه الله، فإذا قضى فلا مدفع له ... ويشهد لذلك قوله تعالى: {وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا} (٢)، وقوله: {كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} (٣)، وقوله: {وَقُضِيَ الْأَمْرُ} (٤). أي فصل تنبيها أنه


(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الطب (٧/ ٢١)، ومسلم في صحيحه، كتاب السلام (٤/ ١٧٤٠)
(٢) سورة مريم الآية ٢١
(٣) سورة مريم الآية ٧١
(٤) سورة البقرة الآية ٢١٠