للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ولما كان المال أعز ما يملكه الإنسان ويحرص عليه، وهو الذي يسيّر الحياة في المجتمعات، فإن سُبُل الخوف عليه، ساقت عبّاده من اليهود ومن يشايعهم، إلى ابتكار أساليب للمحافظة عليه وكنزه، وكان مما فرضوه على المجتمعات التي يعيشون فيها: الربا .. وهو زيادة المال بدون جهد، فلا يحصل النفع بالتداول، ولا يزداد الفقير إلا فقرًا، وحقدًا على الغني، الذي تتضاعف أرباحه بجهد هذا الفقير.

ولذلك جاء تشديد الإسلام في الربا، واعتباره محاربة لله، ومن ذا يستطيع محاربة الله ومحاربة رسوله، وحتى يطمئن الفرد في المجتمع الإسلامي: غنيًا على ماله، وفقيرًا على معيشته، فقد فرض الله على الموسرين حقوقًا للسائل والمحروم: فالغني إذا أعطي أمانًا على ماله، والفقير أمانًا على تسديد أحواله وأسرته، وهذا الأمان يحجزه بالقناعة عن التطاول لما عند الأغنياء يقول سبحانه: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}.