ومع كثرة الآيات الكريمات التي تحث على بذل المال للسائل والمحروم، والصدقات والزكوات، إلا أن هذه الآية جمعت أركان الإيمان، ويدخل السادس وهو الإيمان بالقضاء والقدر ضمن آخر الآية والحثّ على الصبر، ثم أبان الله لمن يؤتى المال بطيب نفس، وهؤلاء هم الذين لهم المعلوم في مال الغني، حقًّا فرضه الله ليتم التكافل، وترضى نفوس أولئك على ما آتى الله الأغنياء.
إنها خصال حميدة أمّنت الغني على ماله بالبركة، وأمّنت الفقير وذا الحاجة بقناعة النفس والرضى والمحبة.
وفي حالة الديون، ومن أصابته جائحة، جعل له سبيلاً في عسرته، بالإنظار وعدم التضييق:{وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.
فقد كانت توجيهات دين الإسلام في الناحية المالية، التي هي عصب الاقتصاد، تمثّل سياسة الأمان والرفق والرأفة بطبقات المجتمع.
وما حصلت الأزمات المالية في بلاد الغرب، إلا من الأسس التي بنوا عليها اقتصادهم: جشع ومراباة، وحرمان للمحتاج: فالغني يزداد غنى بلا تعب، والفقير يزداد فقرًا بلا رحمة.
وبعد دراساتهم التي لم تحلّ شيئًا من المشكلة بل زادهم تعقيدًا وديونًا متراكمة، فقد أعلنت بعض شركاتهم الإفلاس،