كان شعر حسان سجلا للأنساب التي ربما ضاعت في أعماق التاريخ وبخاصة في أهاجيه التي غاص فيها وراء الأنساب ليرى تناسل مهجوه من أمة وإن بعدت أو من عبد وإن نأى فيرمي مهجوه، ويسدد إليه الطعنات من ذلك الجانب، وإن إبرازه لمثل ذلك في شعره جعل من ذلك الشعر مرجعا لعلماء الأنساب ومن ذلك قوله في هجاء أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:
وإن امرأ كانت سمية أمه ... وسمراء مغلوب إذا بلغ الجهد
وبهذا كشف نسب أبي سفيان بأن أمه كانت أم ولد كما كانت سمراء أم أبيه الحارث أمة كذلك وقوله في ابن الزبعري حين هجاه:
قسامة أمكم إن تنسبوها ... إلى نسب فتأنفه الكرام
وقسامة كانت أمة سوداء لقيس بن عامر الخولاني وهي أم سهم وجمح وهي جدة نائية لابن الزبعري ولكن حسان غاص وراء ذلك النسب حتى بلغ قسامة فرمى بها ابن الزبعري.
وكذلك طعنه لصفوان بن أمية حين هجاه بقوله:
من مبلغ صفوان أن عجوزه ... أمة لجاره معمر بن حبيب
فوصمه بأن أمه كانت أمة لمعمر بن حبيب.
وقد رمى قبيلة مزينة بأن أمهم كانت نوبية سوداء فقال في هجاء أحدهم:
وأمك سوداء نوبية ... كأن أناملها الحنظب
والحنظب نوع من الخنافس وأي تصوير لأنامل النوبية أدق من تشبيها في شكلها وتحركها بالخنافس.