للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

س: هل حقا الاحتفال بالمولد النبوي حرام؟ وأنا أريد أن أعمل بحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم (١)».

ج: بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم -نعمة أنعمها الله - سبحانه - على الخلق، قال الله جل وعلا: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (٢).

فمبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - نعمة من الله علينا، نسأل الله شكر هذه النعمة، وأن يجعلنا من أتباعه ومن الواردين حوضه يوم القيامة. لكن المسلمون الذين أسلموا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهاجروا معه وجاهدوا معه لم ينقل عنهم أنهم أحيوا ليلة مولده، وهؤلاء يعلمون ليلة مولده، وليلة مبعثه، ومهاجره، ومع هذا لم يقيموا شيئا من ذلك، فليس خافيا على الصديق، ولا على عمر، ولا على عثمان، ولا على علي، ولا على بقية العشرة المبشرين بالجنة، ولا على أهل بدر وبيعة الرضوان، ليس خافيا عليهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولد عام الفيل، وهم يعلمون ليلة مولده، وهذا أمر لا يخفي عليهم ومع هذا لم يقيموا لهذا اعتبارا، بمعنى لم يقيموا احتفالا، ولم يجعلوها تجمعا وإلقاء خطب وتحدث عن هذه المناسبة، هذا أمر ما فعله السابقون الأولون مما يدل على أنه غير مشروع، إذ لو كان مشروعا لكانوا أسعد الناس به وأولى الناس بإقامته.

والمقيمون للموالد يقولون: نقيمها تذكيرا للناس بهذه النعمة وتحدثا عن هذه النعمة،


(١) صحيح البخاري المغازي (٤٢١٠)، صحيح مسلم فضائل الصحابة (٢٤٠٦)، سنن أبو داود العلم (٣٦٦١)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٣٣٣).
(٢) سورة آل عمران الآية ١٦٤