أم درمان مدينة سودانية تقع غربي الخرطوم على شاطئ النيل. من أكبر مدن السودان. وتكتب أحيانا: أمدرمان. يقال إنها محرفة من أم در أمان، وهي مدينة حديثة النشأة بعض الشيء إذا ما قورنت بالخرطوم. وكانت أم درمان أول أمرها قرية، ثم أخذت في النمو والازياد بعد أن عسكر محمد أحمد المهدي الزعيم السوداني في قرية أبي سعد. ولما سقطت الخرطوم في يد أنصار المهدي في ٢٦ يناير ١٨٨٥م رجع المهدي برجاله إلى أم درمان التي أصبحت منذ ذلك الوقت عاصمة الثورة المهدية.
بعد وفاة المهدي في يونيو ١٨٨٥م تولى الخليفة عبد الله الحكم في البلاد، وظلت أم درمان عاصمة الحكم، فبنى فيها منزلا له، كما أقام ضريحا للمهدي، وبنى فيها شارع العرضة للاحتفال باستعراض الجيش في المناسبات. وظلت أم درمان عاصمة للبلاد حتى نهاية حكم الثورة المهدية.
نقل الحكم الإنجليزي المصري العاصمة من أم درمان إلى الخرطوم، وأقام المصالح الحكومية هناك، ولكن غالبية السكان ظلوا في أم درمان، وكانوا يذهبون إلى أعمالهم ثم يعودون بعد منتصف النهار. ولذلك سميت بالعاصمة القومية.
شهدت أم درمان كثيرا من الأحداث التي أدت إلى استقلال السودان فيما بعد وإلى الحركات الوطنية. وكان يسكنها كثير من رجال الحركة الوطنية، منهم الرئيس إسماعيل الأزهري. وفي أم درمان أقيم أول ناد للخريجين في السودان في دار وهبها الشريف يوسف الهندي لرواد الحركة الوطنية. وكان ذلك النادي مركزا للحركة الأدبية والسياسية والوطنية في البلاد. وفي أم درمان أنشئت أولى المدارس الأهلية على اختلاف مراحلها، وبها أول جامعة أهلية للبنات بالإضافة إلى جامعة أم درمان الإسلامية والجامعة الأهلية.
وفي كثير من كتب التاريخ تنسب إلى أم درمان الواقعة الأخيرة بين اللورد كتشنر والجيش السوداني فيطلق عليها معركة أم درمان إذ إن أرض المعركة تبعد أميالا قليلة من هذه المدينة في جبال كرري.