إن في قول الله تعالى:{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}، دلالة على أن الأكثر من الناس يضلون عن الحق، وهذا مطابق لما دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وأن الكثرة هم أهل الضلال والكفر وأن القلة هم أهل الحق والإيمان، وأن الكثرة من الناس إذا قالوا أو فعلوا شيئًا فلا يدل ذلك على أنه هو الحق، فالاحتجاج بذلك وحده ضرب من ضروب الباطل، وهو من صفات المشركين، ومن أمور الجاهلية، قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في بيان مسائل الجاهلية:" الخامسة: أن من أكبر قواعدهم الاغترار بالأكثر، ويحتجون به على صحة الشيء، ويستدلون على بطلان الشيء بغربته وقلة أهله، فأتاهم بضد ذلك وأوضحه في غير موضع من القرآن "(١)
(١) مسائل الجاهلية، ضمن مجموع رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، (١/ ٣٣٧).