للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١ - حقيقة نية الاتباع التي يجب أن يلتزمها الولي أو الصوفي:

أولا: أساسيات:

١ - إن الولي الحق، هو الذي يوالي الطاعة والعبادة، بنية لا يداخلها شرك، وعقيدة لا يتطرق إليها ضلال، ولا يتحقق هذا إلا بأمرين متكاملين: الإيمان من جهة، والتقوى من جهة أخرى، فمن استجمع هاتين الصفتين كان ممن قال الله تعالى فيهم: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (١) {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} (٢).

والولي بهذه المثابة، يعرف أن الإسلام دين عمل لا استغلال، ودين توحيد لا شرك، ودين إخلاص لا مراءاة، ودين سر في العطاء، وعلانية في الرجاء، دين صلاح الفرد والجماعة، ودين ملازمة المسلمين في اتباع هدي رب العالمين، ولذا فإن الولي لا يسعى إلى تفريق المسلمين أو اختلاق ما يشتت جهود أهل السنة والجماعة، أو ابتداع ما يقضي على صفاء عقيدة التوحيد بينهم.

كذلك فإن من يزعم التصوف، عليه أن يتقي الله تعالى، وملاك الأمر بالنسبة له أن يعرف أن الصوفية في حد ذاتها، لا نص عليها في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والملاحظ أن الصوفية بأشكالها الحالية تنطوي على تصرفات حمقاء، وأعمال خرقاء، على نحو يثبت منها لكل ذي بصيرة


(١) سورة يونس الآية ٦٢
(٢) سورة يونس الآية ٦٣