للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن دين الإسلام منها براء، ولذا فإن على من يكرسونها أن يتقوا الله في دينهم، وأن يعودوا إلى طريق أهل السنة والجماعة حيث لا فرق ولا طرق، وحيث يعبد الناس ربهم عبادة يقين لا عبادة المظهريين النفعيين، ولا يغالي الإنسان عندما يقول: إن الصوفية الحالية بما تكرسه من ابتداع إنما هي صورة من صور الجاهلية التي تجابه حياة المسلم في كثير من ديار الإسلام.

٢ - وليست الجاهلية هنا سوى جاهلية الأعمال والتصرفات والمفاهيم الخاطئة، ومنها جاهلية الحكم بغير ما أنزل الله وجاهلية التعصب المذهبي، وجاهلية علم الكلام، ثم جاهلية التصوف، وهذه الجاهلية الأخيرة ظهرت واشتهرت بعد انقضاء القرون الثلاثة المفضلة، وقد ظهرت بداية في البصرة على أيدي بعض العباد الذين عرفوا بالغلو في العبادة والزهد، وإذا كانت العبادة والزهد من الأمور الدينية المرغوب فيها، إلا أن المتصوفة غلفوا بهما تصوفهم كإطار شركي نفذوا منه إلى هدم الدين شأن ذلك شأن البدع المحرمة والمتعلقة بالاحتفال بالموالد التي ابتدعها الفاطميون تحت ستار محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل البيت، وهي في الحقيقة زيادة لا يقرها الدين، لا سيما وقد داخلتها شركيات بثها أهل البدع والزندقة