للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ب) تزكية الإنسان بما ليس أهلا له:

فإن التزكية شهادة من المزكي للمزكى بمضمونها فإذا كانت حال المزكى وواقعه بخلاف مضمون التزكية، فإن المزكي شاهد بالزور حيث شهد بخلاف الحق أو بما لا يعلم حقيقته. وكثير من الناس يتهاون بهذه المسألة فيزكي شخصا لوظيفة ليس لها بأهل، أو يثني عليه بقيامه بوظيفته والواقع بخلاف ذلك، أو يعتذر له عن تقصيره في الواجب عليه بعذر غير صحيح، أو يشهد له أنه قام بمهمة في وقت معين وهو لم يباشرها ولم يأت جهتها. وقد يستشار الإنسان في شخص لتزويج أو شركة أو صحبة فيزكيه مثلا، أو يطعن فيه وحقيقة الأمر ليست كذلك. فإن كل ذلك من الغش للمسلمين والظلم لهم حيث إنه قول كذب وشهادة باطلة وقد قال - صلى الله عليه وسلم - «الدين النصيحة (١)» وأخبر أن «المستشار مؤتمن (٢)» وجعل


(١) صحيح مسلم الإيمان (٥٥)، سنن النسائي البيعة (٤١٩٧)، سنن أبو داود الأدب (٤٩٤٤)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ١٠٢).
(٢) سنن الترمذي الزهد (٢٣٦٩).