يبدو أن القاديانيين قرروا أن ينقلوا مركز نشاطاتهم إلى لندن بعد أن غلبوا على أمرهم في باكستان؛ ففي يونيو ١٩٧٨م ذهب المرزانا مرامن خليفة المتنبئ القادياني إلى لندن مع حوالي مائتين من أتباعه وعقد فيها مؤتمرا عن وفاة المسيح.
وقد بلغنا أنهم أعادوا فيه أقاويلهم الزائفة البالية عن وفاة المسيح وكونه مدفونا في كشمير والتي ردت على وجوههم من قبل علماء المسلمين قديما، وقد دونت تلك الردود في الكتب التي نقل بعضها إلى الإنجليزية وطبع ووزع قديما بين المسلمين، فالقاديانيون ليس لديهم الآن إلا ترديد ما قاله آباؤهم الأولون، وقد ردت عليهم كل تلك الأقاويل مرارا وتكرارا.
ولكن الجديد في الأمر أن الذين خاطبوهم من المسلمين في ذلك المؤتمر كانوا جيلا جديدا لا يعرف عن هذا الزيغ إلا القليل، ولا يدري عن تلك الردود التي قام بها علماء الإسلام على مزاعم المرزا غلام المتنبئ مستنيرين بكتاب الله وأحاديث رسوله وأقوال السلف الصالح. فظن القاديانيون أن الوقت موات للغارة الجديدة على رسالة الله الأخيرة؛ لذلك وجب على المسلمين أن ينهضوا مرة أخرى لمقاومة الفتنة ورد كيد الكافرين في ضوء الكتاب والسنة وأقوال الأئمة الكرام.
ولما بلغ الشيخ منظور أحمد شينيوتي الباكستاني أخبار المؤتمر المشئوم ونشر الدعايات الواسعة عنه في بريطانيا وغيرها من البلدان، اضطرب له اضطرابا شديدا، وقرر متوكلا على الله أن يقيم مؤتمرا مماثلا في لندن، وأن يدعو إليه علماء الإسلام للرد على مزاعم القاديانيين، فسافر فضيلته مع وفد من العلماء إلى لندن في اليوم السادس من شهر