للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(شبهة وجوابها): بدأ فقال: الدليل من الكتاب قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} (١)، وهذه الحروف من عملنا فتكون داخلة في عموم الآية:

[قول الله قديم]

والجواب من وجوه:

أحدها: أن هذا إقرار منه بقدم الحروف، وأنها ليست من عمله ولا قوله، ولأنه قال: قال الله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} (٢) فأقر بأن هذه الآية من قول الله وكلامه، وقول الله وكلامه قديم ليس من عمل مخلوق ولا قوله، وهذه الآية أربع كلمات وتسعة عشر حرفا بلا خلاف، فإقراره بأنها قول الله إقرار بأن الحروف قول الله وكلامه، وهذا إقرار منه ببطلان دعواه وتناقض كلامه وفساد مذهبه.

وإن أنكر كونها حروفا، فهذا مكابرة للعيان ونوع من السفسطة والهذيان ومخالفة للخلق وإنكار للحق.

وإن قال: ما هي قول الله تعالى، وإنما نسبتها إلى قول الله مجازا.

قلنا: (٣) هذا فاسد لوجوه:


(١) سورة الصافات الآية ٩٦
(٢) سورة الصافات الآية ٩٦
(٣) في ب (قلت).