المبحث السابع: في حجة من منع من الدعاء بعد الصلاة المكتوبة والجواب على ذلك:
ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - إلى أن الدعاء لا يشرع بعد الصلاة، وإنما محل الدعاء في الصلاة لا خارجها، وحمل ما ورد من الأدعية في دبر الصلاة على أن ذلك محله آخر الصلاة وقبيل السلام.
وقد سئل - رحمه الله تعالى - عن هذه المسالة أكثر من مرة، وكان جوابه بنحو ما سبق بيانه:
سئل مرة: هل دعاء الإمام والمأموم عقيب صلاة الفرض جائز أو لا؟
فأجاب: " الحمد لله. أما دعاء الإمام والمأمومين جميعا عقيب الصلاة فهو بدعة، لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنما كان دعاؤه في صلب الصلاة؛ فإن المصلي يناجي ربه، فإذا دعا حال مناجاته له كان مناسبا.
وأما الدعاء بعد انصرافه من مناجاته وخطابه فغير مناسب، وإنما المسنون عقب الصلاة هو الذكر المأثور عن النبي صلى الله عليه