علمنا من المقدمة ما هو المقصود بلفظ الإسقاط في الخرائط المساحية، كما علمنا كذلك من الباب الأول كيفية تطبيق بعض الإسقاطات المستعملة حاليا في أغراض تمثيل سطح الكرة الأرضية، على خرائط مستوية. وفي هذا الباب الثاني سوف نتحدث ببعض التفصيل عن الإسقاط المكي شرحا عاما نتجنب فيه المعادلات الرياضية، ونكتفي بالبيان الكلامي.
لقد ذكرنا في مقدمة هذا البحث أن الإسقاط المكي للعالم هو نوع جديد من جميع الوجوه، والذي دفعنا إلى ذلك العمل، هو البحث عن خرائط مرسومة بطريقة خاصة تساعد على معرفة اتجاه القبلة للصلاة من أي مكان على سطح الكرة الأرضية. ومن هذه الخرائط يتبين مقدار الانحراف الدائري، بين أي مكان وبين مدينة مكة المكرمة. ثم بعد ذلك بالاستعانة بالإبرة المغناطيسية، ومقدار زاوية الانحراف المعلومة، نعرف في أي اتجاه نصلي. وعلى ذلك كان الهدف المقصود من رسم هذه الخرائط الجديدة، للممالك والدول والقارات، هو المحافظة على الاتجاه الصحيح بين أي بلد على سطح الأرض وبين مكة المكرمة. ومعنى ذلك أن إسقاط هذه الخرائط من سطح الكرة الأرضية إلى مستوى الخريطة، يجب أن يحافظ أولا قبل كل شيء على الاتجاهات الصحيحة التي تربط بين مكة المكرمة وبين أي محل على سطح الأرض. ولقد جعلنا هذه الخرائط تحافظ كذلك على المسافات الصحيحة بين مكة المكرمة وبين جميع البلدان.