للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤ - نصوص تحريم الربا عند اليهود

جاء ذكر الربا في مواضع متعددة من التوراة، فقصت في سفر الخروج، بالإصحاح ٢٢ في العدد ٢٥: إن أقرضت فضة لشعبي الفقير الذي عندك، فلا تكن له كالمرابي، لا تضعوا عليه ربا "

وفي سفر اللاويين، بالإصحاح ٢٥ في الأعداد ٣٥ حتى ٣٧: " وإذا افتقر أخوك وقصرت يده عندك فاعضده. . لا تأخذ منه ربا ولا مرابحة فضتك لا تعطه بالربا وطعامك لا تعطه بالمرابحة.

ثم جاء في سفر التثنية، بالإصحاح ٢٣ في العدد ١٩: " لا تقرض أخاك بربا، ربا فضة أو ربا طعام أو ربا شيء ما مما يقرض بربا ".

وينص العدد ٢٠ الذي يليه في نسخة التوراة التي يتداولها يهود اليوم، على أن: " للأجنبي تقرض بربا، ولكن لأخيك لا تقرض بربا، لكي يباركك الرب إلهك في كل ما تمتد إليه يدك في الأرض التي أنت داخل إليها لتمتلكها "

وجاء على لسان نحميا، بالإصحاح" في العددين ١٠و١١: " وأنا أيضا وإخوتي وغلماني أقرضناهم فضة وقمحا فلنترك هذا الربا. ردوا لهم هذا اليوم حقولهم وكرومهم وزيتونهم والجزء من مائة الفضة والقمح والخمر والزيت الذي تأخذونه منهم ربا ".

ويعقب في العدد ١٣ بقوله: " ثم نفضت حجري وقلت هكذا ينفض الله كل إنسان لا يقيم هذا الكلام من بيته ومن عقبه. . ".

وبين سفر حزقيال بالإصحاح ١٨ سمات النفس التي تخطئ، فهي تموت بإثم الرجاسات والمعاصي، وذكر منها العددان ١٢ و١٣ من ظلم الفقير والمسكين واغتصب اغتصابا ولم يرد الرهن وقد رفع يمينه إلى الأصنام وفعل الرجس. وأعطى بالربا وأخذ المرابحة. . ".

وحفلت النصوص برعاية المدينين، ومنعت مضارتهم في الرهون المقبوضة منهم، وفرضت إبراء المعسر مما عليه من القرض كل سبع سنين، وكل ذلك عندهم ما لم يكن المدين أجنبيا (١).

ويذهب بعض المفسرين من أهل الكتاب إلى أن نصوص سفري الخروج واللاويين التي سلفت، إنما حرمت الربا الفاحش، وأن تحريم مطلق الفائدة لم يشرع إلا من بعد ذلك بما جاء في سفر التثنية (٢) وقيل إن


(١) اليهودي، للأستاذ مراد فرح، ص ٢٠ ن٧١، سفر التثنية، الإصحاح ١٥: ١ - ٤.
(٢) dictionary of the bible، جيمس هاستنجس وآخرين، ج ١ص ٥٧٩ مادة usivuy debt. وج ٤ ص ٨٤١ مادة.