للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢٣ - ما يأخذه المحتاج من أموال الزكاة والصدقة: الزكاة أحد أركان الإسلام، وفرض من فروضه. وأصل الزكاة النماء والزيادة، وسميت بذلك؛ لأنها تثمر المال وتنميه. يقال: زكا الزرع: إذا كثر ريعه، وزكت النفقة: إذا بورك فيها. وهي واجبة بالإجماع (١). وهي حق مخصوص، في مال مخصوص، لطائفة مخصوصة، في زمن مخصوص؛ قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} (٢). وهي للثمانية الذين ورد ذكرهم في قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (٣).

وأخرج البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، «أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا رضي الله عنه إلى اليمن، فقال: ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم، تؤخذ من أغنيائهم وترد


(١) الإفصاح لابن هبيرة ١/ ١٩٥ ط السعيدية بالرياض
(٢) سورة التوبة الآية ١٠٣
(٣) سورة التوبة الآية ٦٠