للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عبرة من القافقاس]

وفي مأساة الإسلام التي لقيتها قبائل القازاخستان من قبل، بقيادة الإمام محمد شامل على يد القياصرة الروس، دروس أخرى تزيد من معرفتنا لأخطار التعليم حين تتولاه الأيدي الشيطانية فلقد صمدت كتائب هؤلاء المجاهدين لأضعافها من فيالق الصليبية الروسية طوال عشرات السنين، حتى يئست هذه من أي مطمع بالانتصار العسكري على هذا الجيل من أبطال الإسلام، فقرر الروس توجيه اهتمامهم نحو جيل المستقبل فلجئوا إلى المهادنة وتبادل الفريقان الرهائن فكان المسلمون يختارونهم من كبار القادة الروس على حين يأخذ هؤلاء أبناء القادة المسلمين من حدثاء الأسنان فيرسلونهم إلى عاصمتهم / سان بطرسبرغ / حيث يلحقون بمدارس أبناء النبلاء، وما هي سوى سنوات محدودة حتى ظهر تفوق الفكر الصليبي بما لم يخطر في بال قادة الجهاد الإسلامي إذ تمكن عدوهم بالدهاء والمكر وغسل الأدمغة من اكتساب أبنائهم إلى صفهم وإذا هم في نهاية الخط ضباط في الجيش الروسي وفي مقدمتهم / جمال الدين / نجل الإمام محمد شامل، ومعه ابن نائب الإمام / حجي مراد / يقودون كتائب الكفرة لمحاربة آبائهم (١) فيحققون لأوليائهم الجدد ما عجزت عنه موجات جيوشهم على


(١) اقتبسنا هذه الفقرة من مقال نشرته مجلة (الجهاد) الأفغانية في عدد رجب ١٤٠٦ صـ ٢٣.