مدى القرون. . . وهو التخطيط نفسه الذي ينفذه اليوم غزاة الروس في أفغانستان كما أسلفنا، حيث يأخذون الألوف من أطفال المسلمين لتربيتهم في محاضن الشيوعية، وليعيدوهم فيما بعد قادة للأجيال القادمة من أمتهم التي كفروا بكل مقوماتها. . . ولا نغالي إذا قلنا أيضا: إنه المخطط نفسه الذي تواجهه الشعوب المسلمة في سائر أنحاء العالم الإسلامي عن طريق بعثاتهم التي يدفعون بها إلى مصايد الغرب والشرق، فلا تلبث أن تعود إلى أوطانها إذا عادت؛ لتحتل فيها مراكز التوجيه، ولتقوم بمهمة التدمير لمقومات هذه الشعوب وفق الخطة التي رسمها شياطين الصليبية المتهودة في دهاليز الغرب والشرق.
ومما لا يسع مفكرا تجاهله هو أن حاجة المسلمين إلى علوم الأمم الأخرى هي التي تفرض عليهم الاتجاه إلى الابتعاث للحصول على ما ينقصهم منها وهو واقع لا يقبل المراء، ولكن الذي يريده المخلصون هو الوقوف بهذا الأمر عند أضيق الحدود فلا يتجاوز نطاق الضرورات. . فعلى المسئولين عن مصير شعوبهم أن يحلوا استقدام الخبراء بقدر الحاجة وفي أضيق الحدود من تلك الأمم محل الابتعاث إليها ما أمكنهم ذلك، وعندما تقتضي الحاجة إرسال الطلبة إلى الخارج يجب اختيارهم وتنظيم شئونهم واختيار البعثات من أفاضل الطلاب وتوفير الوسط المأمون لهم في السكن والدراسة وأن يبعث معهم فقيه يساعدهم على الانضباط في حياة إسلامية سليمة لتكون عاقبة هذا التدبير الحكيم عودة البعثات في منجاة من أوبئة الغرب، حيث يحقق كل منهم النجاح المنشود في عمله بعد عودته ثم يكون كل من هؤلاء الناجحين ركنا حيا في بناء النهضة الصحيحة. .
وعلى ضوء هذا النهج الحكيم يحسن بنا أن نتساءل: هل حققنا لمبتعثينا